حين تبني المرأة وطنها من الحروف
في زوايا الأيام الصاخبة..
كان هناك ركنٌ صغير.. لا يُرى.. لا يُلمس..
لكنه يُشبه حضنًا.. يشبه قلبًا يعرفكِ حتى من بين الحروف المُتعبة..
هناك..
تجلس هي.. تملأ كوبا من شاي النعناع..
وتفتح دفاترها على مصراعيها..
لا لتكتب ما يجب.. بل لتكتب ما يسكنُها..
هي لا تكتب مقالاتٍ فقط.. هي تكتب جزءًا من نبضها..
تُنسق سطورًا كما تُنسق مشاعرها..
وتزرع روابطَ بين المقالات.. كما تَربط خيوط ذكرياتها كل مساء..
تُبطئ حينًا..
تتوقف حينًا..
تبكي حينًا.. ثم تعود..
وفي كل مرة تعود.. تعود أقوى، أصفى وأرق..
قالوا: "مالذي تبنيه هذه المرأة خلف شاشة؟"..
لم يعلموا أنها تبني مملكة..
مملكةً ناعمة.. لا تُقاس بمساحة الموقع.. بل باتساع الروح التي تَعبر خلالها..
ولما سُئلت يوما: "مالذي يدفعكِ للاستمرار رغم كل شيء؟"..
ابتسمت وغمغمت همسًا..