تصالحي مع ماضيكِ 🌸
لا أحد يخرج من الحياة نظيف القلب تمامًا، ولا ذاكرة خالية من الخدوش.
وراء كل امرأة تقف بثبات، ماضٍ ما زال يُناديها من حين لآخر، موقف مؤلم، قرار ندمت عليه، علاقة لم تنتهِ كما كانت تأمل، أو حتى أحلام نسيتها في زحمة الواقع.
في ليالي الهدوء، حين تخفت ضوضاء العالم، يطل علينا الماضي كضيف ثقيل..
يحمل ذكريات، ندمًا، أحيانًا ابتسامات بعيدة، وأحيانًا جراحًا نحسبها اندملت، لكنها تهتز أمام أقل نسمة.
لكن الحياة لا تُطالَب بالمثالية.. بل بالشجاعة.
والشجاعة أن تنظري إلى الوراء دون أن تنكسري، أن تلامسي جراحكِ بلطف، وتهمسي لها: “شكرًا لأنكِ جعلتِ منِّي هذه النسخة الناضجة.”
🌸 ماضيكِ ليس عدوكِ:
كل لحظة عشتِها، كل قرار ظننتِه خطأً، كل طريق ظننته نهاية..
كان جزءًا من الرحلة التي قادتكِ إلى هنا.
لا تنظري لماضيكِ كحمل ثقيل يجب التخلص منه، بل ككتاب ثمين سطّرتِ فيه فصول نموِّكِ.
ماضينا لا يُلغى، لكنه يُفهم.. يُصفح عنه.. ويُحَب في نهاية المطاف.
🌸 الماضي ليس سجنًا.. بل معبر:
تصالحكِ مع ماضيكِ لا يعني إنكار الألم، بل الاعتراف به كجزء من قصتكِ.
هو أن تتذكري الوجع دون أن يغلبكِ، أن تسمحي لنفسكِ بالبكاء، لكن دون أن تعودي للعيش هناك.
كل ما مررتِ به، كل سقوط، كل وداع، كل لحظة ضياع.. كانت سلّماً خفيًا أوصلكِ إلى هنا.
🌸 سامحي نفسكِ أولًا:
كم مرة حمَّلتِ نفسكِ اللوم؟
عن تصرف طائش؟ عن ثقة أُعطيتها لمن لا يستحق؟
سامحيها.. تلك الفتاة التي كنتِها، كانت تتعلّم.
لم تكن تملك كل الأجوبة، لكنها كانت تبحث.. تنضج.. وتعيش.
🌸 المسامحة ليست ضعفًا، بل حرية:
حرية أن تمضي إلى الأمام دون قيد، دون عتاب دائم يعيدكِ إلى الوراء.
أصعب الغفران هو الغفران للنفس.
قد تلومين نفسكِ على خطأ، على فرصة ضاعت، على كلمة قاسية قيلت أو سُكت عنها.
لكن الحقيقة الجميلة هي: أنكِ وقتها فعلتِ ما استطعتِ ضمن ما كنتِ تعرفينه وتشعرين به.
سامحي نفسكِ كما تسامحين طفلة صغيرة لم تفهم العالم بعد.
🌸 لا تدعي الماضي يسرق مستقبلكِ:
الماضي لا يُمحى، لكنه يُهذّب..
اجعليه جزءًا منكِ، لكن لا تجعليه مركزكِ.
خذي منه الدروس، وودّعيه بابتسامة عرفان.
تذكّري دائمًا: “أنا لست ما حدث لي.. بل ما اخترت أن أكون بعده.”
التصالح مع الماضي لا يعني أن تنسيه أو تتجاهليه، بل أن تنزعي منه سلاح الألم.
أن تنظري إليه بعين المحبة والتقدير، ثم تفتحي ذراعيكِ للحياة الجديدة التي تنتظركِ.
ذكرياتكِ دروسًا، وليست قيودًا.
كلما احتضنتِها، كلما مشيتِ بخفة أكثر نحو الغد.
🌸 لمسة دافئة لقلبكِ:
أنتِ لستِ قصصكِ القديمة..
أنتِ القوة التي نهضت من بين سطورها، والابتسامة التي اختارت أن تبزغ بعد كل دمعة.
احتضني ماضيكِ.. وارفعي رأسكِ نحو مستقبل يستحق نور قلبكِ. 🌸
كل لحظة تصالحتِ فيها مع ماضيكِ، كنتِ تمسكين بيدكِ وتقولين:
“أنا أستحق أن أكون حرة، سعيدة، ومتجددة.”
وكل مرة تغفرين فيها لنفسكِ، تنبت داخلكِ زهرة جديدة..
زهرة اسمها “سلام”.
*
قد يعجبكِ أيضا..
دليلكِ الراقي لاختيار عطركِ المثالي