قصة عطر غيّر حياة امرأة

قصة عطر غيّر حياة امرأة.. من الذكرى إلى الهوية..💎

ليس كل عطر يُشمّ…
بعض العطور تُعاش، تُحفظ في الذاكرة، ثم تعود لتوقظ شيئًا نائمًا في القلب.

هذه الحكاية ليست عن زجاجة عطر فاخرة في متجر باريس،
وليست عن امرأة مشهورة في إعلان لامع…
بل عن امرأة عادية جدًا، مثل كثيرات، حتى وقعت في حكاية عطر غيّرت كل شيء.

💎 البداية.. عطر في زمن الرماد..

كانت “ليلى” تمشي وسط المدينة ولا تمشي.
صوت الكعب على الرصيف، نفس الخطى، نفس الوجه في المرآة، لكن لا شيء منها حاضر.
تركت قبل عامين مدينة كانت لها كل شيء… بيت طفولتها، جدتها، شجرة النارنج، ورائحة كانت تتبعها كظلها: عطر العنبر والمشمش الذي كانت تضعه والدتها كل مساء.

هاجرت مع زوجها إلى بلدٍ جديد.
لغة جديدة، بيت جديد، رائحة مختلفة لكل شيء…
حتى وجهها في المرآة صار غريبًا. لم تكن حزينة، بل “باهتة”.

💎 اللقاء الأول بالعطر.. عودة الذاكرة..

في مساء خريفي بارد، دخلت متجرًا صغيرًا للعطور المستعملة.
لم تكن تبحث عن شيء، فقط كانت تهرب من البرد، من الغربة، من الصمت الذي صار يملأها.

اقتربت من رف خشبي متقشّر، وفتحت زجاجة قديمة، لا اسم لها، لا علامة تجارية.
شمّتها…

وتجمّدت.

لم تعرف كيف أو لماذا…
لكن العطر حملها فجأة إلى طفولتها.
إلى فستان المدرسة المكوي بعناية.
إلى يدي أمها وهي تمشّط شعرها وتقول: “هالريحة لإلك، بتشبهيها”.

كانت نفس الرائحة. عنبر ومشمش ودفء.

💎 من الذكرى إلى اليقظة..

في تلك اللحظة، شعرت ليلى أنها “موجودة”.
وكأن العطر أيقظ فيها شيئًا نسيته منذ زمن… هويتها.

لم يكن مجرد تذكار، بل تذكير… بأنها ما زالت امرأة لها ماضٍ، لها جذور، وأن الحياة ليست فقط ما تراه الآن، بل أيضًا ما تخزّنه الذاكرة من روائح وأصوات ولمسات.

اشترت الزجاجة رغم سعرها المرتفع.
ومنذ تلك الليلة، كانت تضع منه نقطة واحدة فقط كل صباح.

💎 التغيّر الصامت..

لم تتغير حياتها فجأة، لم تفتح الأبواب كلها، ولم تُزهر الحقول بين ليلة وضحاها.
لكنّ ليلى بدأت تتغيّر من الداخل.

بدأت تتكلم بثقتها المعتادة.
بدأت تطبخ وصفات كانت تحبها.
ابتسمت لطفل الجيران في المصعد.
كتبت رسالة طويلة لأمها، ووضعت نقطة من العطر على الورق قبل أن ترسلها.

وأدركت شيئًا جديدًا:
أن العطر ليس للزينة، بل للذاكرة.
وأنّ المرأة لا تفقد نفسها تمامًا، طالما بقي في خزانتها زجاجة تُشبهها.

💎 ومضـة أخيرة..

حين تشعرين أنكِ فقدتِ الطريق…
لا تنظري إلى الأمام دائمًا، بل افتحي أحد الأدراج القديمة،
أو زوري ركنًا منسيًا في المتجر…
فربما، زجاجة صغيرة فيها ذكراكِ، وهويتكِ، وامرأة كنتِ تحبين أن تكونيها.

*

قد يعجبكِ أيضا..

دليلكِ الراقي لاختيار عطركِ المثالي

أول عطرِ استخدمته إمرأة عربية

العطر الذي خبأته في وشاحها

هل أعجبك هذا الموضوع.. شكرا لمشاركتك له :)

اترك تعليقاً