أول عطر استخدمته امرأة عربية

أول عطر استخدمته امرأة عربية… حكاية عطر في زمن الجواري..🪔

في الزمن البعيد، حيث لم يدوِّنوا الكلمات بعد، كانت العطور تسبق الحروف…
كانت المرأة تمشي، فيقولون: “مرت من هنا” من دون أن تُرى.
ليس لجمال وجهها، ولا لحُسن ثوبها… بل لأثرٍ خلفتهُ رائحتها.

في قلب جزيرة العرب، وتحت خيام قريش، كانت النساء يعرفن سرّ العطر.
لم يكن ترفًا، بل طقسًا من طقوس الأنوثة، وسلاحًا من حرير.

🪔 من أين بدأت الحكاية؟

قبل الإسلام، في الأسواق القديمة مثل “سوق عكاظ” و”سوق مجنة”، كانوا يتداولون المسك والعنبر والعود بين الأيادي، ويبيعونه بأغلى الأثمان. لم يكن الرجل وحده من يشتري، بل النساء أيضًا. نساء مكة ويثرب، ونساء اليمن القديم، اعتدن أن يعطرن شعورهن بالبخور، ويطيبن أجسادهن بدهن العود، ويخفين في أكمامهن خلطة سرية من الزيوت والعطور.

لكننا حين نبحث عن “أول امرأة عربية استخدمت العطر”، لا نجد اسمًا واحدًا، بل نجد حضارة أنثوية كاملة معطّرة منذ البدء.

🪔 بلقيس وعطر المُلك..

فلنبدأ من اليمن، حيث سادت بلقيس، ملكة سبأ، بجمالها ودهائها. لم تكن امرأة عادية، بل أسطورة محفورة في الذاكرة.
قيل إنها كانت تتعطر بخليط نادر من اللبان والمر، وكانت تبخّر قصرها كل صباح بخشب الصندل.
حين زارت النبي سليمان عليه السلام، ذكروا أن المكان امتلأ بعطرها حتى قبل أن تصل — كما لو أن العطر كان يسبق خطاها ويعلن عن قدومها.
فهل كانت بلقيس أول من عرف سرّ العطر؟ ربما. لكنها بالتأكيد أول من جعل العطر تاجًا للأنوثة والحُكم معًا.

🪔 نساء قريش والعطر اليومي..

في مكة، كانت النساء يتفنّن في تحضير خلطاتهن.

ذكروا في كتب السيرة أن هند بنت عتبة كانت تملك خزانة صغيرة تحوي دهن المسك وزيت الورد، وكانوا يقولون إنها لا تخرج إلا ومعصماها معطّرين.
أما زينب بنت جحش، زوجة النبي ﷺ، فقد كانت من أكثر النساء حبًا للعطر، وكانت تُعرف برائحة المسك التي تعطر بها جسدها وثيابها في بيتها.

ولما سألوا النبي ﷺ عن النساء والعطر، قال:
“أيّما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية” — لا تحريمًا للعطر، بل حماية لخصوصية الأنوثة، التي لا تُمنح للعابرين.

🪔 في زمن الجواري.. سرّ العطر المخبوء..

في قصور الخلفاء، خاصة في العصر العباسي، كان العطر لغة لا تُنطق.
الجواري لم يكنّ مجرد راقصات أو شاعرات، بل فنانات في ابتكار العطر.
كل واحدة كانت تملك عبوة خاصة، تخفِي فيها مزيجًا من العنبر والياسمين والمسك، لا تشاركه مع غيرها.

كانت كل جارية تعطِّر جسدها بنقطة خلف الأذن، وأخرى عند المعصم، وواحدة عند القلب…
كأنها تكتب قصة لا تَقرؤها، بل تشمّها.

🪔 والعطر اليوم.. هل تغيّر شيء؟

ربما تغيرت الزجاجة، وتبدّلت الطرق…
لكن المرأة العربية لا تزال تفهم العطر كما فهمته بلقيس وهند وزينب:
هو جزء من حضورها، توقيعها الخاص، وأحيانًا… رسالتها الصامتة.

حين تتعطرين، لا تضعين “رائحة”، بل تضعين أثرًا.
وربما، من يدري… بعد مئات السنين، ستروي فتاةٌ أخرى حكايتكِ كما رويناها نحن اليوم.

**

قد يعجبكِ أيضا..

دليلكِ الراقي لاختيار عطركِ المثالي

العطر الذي خبأته في وشاحها

قصة عطر غير حياة امرأة

هل أعجبك هذا الموضوع.. شكرا لمشاركتك له :)

اترك تعليقاً